الطفل المنغولي وطرقة علاجه والتخفيف من معاناته

من هذا الطفل المنغولي ؟ صفاته ، لمذا وكيف ولد بهذا الشكل وكيف الوصول لعلاجه.؟ اسئلة كثيرة خلاصتها يجب أن نعرف، وفوق كل ذي علم عليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم.
أطلق الإسم (منغولي ) أو ما يعرف طبيا باسم (متلازمة داون ــ Downs Syndrome ) وهي حالات بعينها يولد المولود حاملا لعلامات مميزة للمرض ذو المظاهر الواضحة مما يسمح بتشخيص الحالة بعد الولادة مباشرة .
عُرف الطفل المنغولي بهذا الإسم لكثرة تشابهه بأبناء العِرق الأصفر: منغوليا، الصين واليابان... إذ تكون العينان مائلتين مع وجود ثنيات مأقية فيهما ، أما الفم فيظل مفتوحا جراء ضخامة اللسان نسبيا وغالبا ما يظهر متدليا من الفم وبه تشققات بسبب تعرضه لعوامل الطقس . أما الرأس فهوذو حجم صغير نسبيا كذلك وتمتاز يداه بمربوعيتهما ( مربوعتين ) إذ أنهما قصيرتان وعريضتان مع ظهور واضح لثنية واحدة تتوسط الكف ، أما عضلاته ومفاصله فدرجة الرخو فيها كبيرة بحيث أن باستطاعته تحريك مفاصله بطريقة يعجز لها السوي. على أن ما يميز ويمتاز به المنغولي ، ملامحه المعبرة عن الطيبوبة المستدرة للعطف علاوة على إتصافه بالمودة الخلاقة والنفس الراضية و الطمئنة.
يصنف عزيزنا هذا مع المتخلفين عقليا لعدم قدرته على متابعة الدراسة مع أقرانه إلا أن بلاهته لا تمنعه من التطور واكتساب الخبرات مع مرور الزمن وطبقا للعناية المتبعة في تكوينه فقد يستطيع المساعدة في كثير من الأعمال المنزلية كالتنظيف والترتيب والحياكة وما يماثلها تلك التي لا تتطلب مهارات فائقة عن طريق التكرار والمتابعة اللصيقة وقد يعتمد عليه في تأمين حاجيات البيت.( السخرة )
ولكل ما سبق فلطفل المنغولي ميزات يفتقرها غيره كونه محب للمرح ميال للهو كما أنه مسالم في كل الأحوال لايسبب المشاكل في الأسرة ولا يعرف المشاكسة أو النكد والأكثر من هذا فهو سهل الأنقياد سلس الطباع. ومن المؤسف حقا أن ندع هذا المخلوق الوديع بين أنياب الإهمال متدرعين بترهات أغلبها تدفعنا إلى التقاعس وتحرمنا أجرا قد يكون مفتاحا إلى جنة الرضوان في العاجلة والأجلة.
إن الأمل في تحسين وتنمية الطفل المنغولي يكمن فقط في العمل الجاد على إكتشاف القدرات والمواهب وتذكيتها و إيجاد السبل الفعالة لتحسينها ومساعدته على فهم نفسه من خلال علاقته بالأخر والمحيط فقد يصبح الطفل أكثر تلاؤما مع بيئته ومع نفسه وعلى الجميع المشاركة في هذا الجهد النبيل والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.